في الشوط الثاني يعني شوط ضغط الهواء و قبل وصول المكبس إلى أعلى نقطة من المفروض أن يتم رش الوقود في الاسطوانة مرة واحدة للتحصل على الطاقة الحرارية اللازمة التي ستتحول إلى ميكانيكية.
لكن مع تطور محركات الديزل لم يعد المصنع يكتفي بصنع محرك يشتغل و يعطي القوة المطلوبة، بل أصبح يسعى لأن يشتغل المحرك بأقل استهلاك، بأقل تلوث و بأقل صوت ممكن. كيف ذلك ؟ هناك عديد الطرق لبلوغ هذه الأهداف، أهمها التحكم في عملية ضخ الوقود، و أكثر تحديدا ضخ الوقود أكثر من مرة و هذا ما سنفسر أسبابه الآن.
- الضخ القبلي: يكون بكمية اقل من الكمية الرئيسية و يكون مرتين إلى ثلاثة في السرعات المنخفضة و عند البرودة النسبية للمحرك، ثم يقل عدد الضخات إلى أن تنعدم تماما في السرعات القصوى حيث نكتفي بالضخة الرئيسية. الهدف من الضخ القبلي هو تقليل صوت المحرك. كيف ذلك ؟ كمية الوقود الصغيرة التي تسبق إلى الاسطوانة تحترق و ترفع من درجة حرارة الاسطوانة، و بالتالي عندما تأتي الضخة الرئيسية تتبخر أسرع و بشكل أكمل، فعندما تتبخر أسرع يبدأالاحتراق مبكرا قبل تراكم الوقود مما يوفر صعودا متدرجا في الضغط ريثما تواصل كمية الوقود المتبقية في النزول. و عندما تتبخر بشكل أكمل (بفعل التبخر الجيد في الاسطوانة الساخنة) فهذا يقلل من كمية الوقود الغير المحترق و بالتالي يقلل من كمية الغزات الملوثة الخارجة من العادم.
- الضخ الرئيسي: طبعا كي يكون هناك احتراق ليشتغل المحرك، و ليس هذا موضع حديثنا الآن.
- الضخ البعدي: و هذا يرسل وقود لم يحترق (طازج) إلى الكتاليزر حيث يحترق هناك، فيرسل حرارة من 500 إلى 600 درجة مائوية إلى مصفاة الجزيئات dpf لتحرق جزيئات الكربون المحبوسة في المصفاة حسب حالة انسداد المصفاة، و حسب إدارة عملية الحرق في حد ذاتها، سواء إن كانت تلقلئية من وحدة التحكم أو مفعلة بآلة التشخيص المناسبة في حالات الانسداد القصوى.